بدأت رحى التكتلات وتضارب الآراء وتبادل المواقف تدور بين جموع المحامين الشبّان تحضيرا لخوض غمار انتخابات جمعيّة المحامين الشبّان المقرّرة ليوم 8 مارس القادم. باب الترشّح سيفتح في غرّة فيفري القادم وكل ما ارتبط بالدورة الانتخابيّة السابقة من اشكالات وتفاصيل فاجأت الجميع يوم 11 مارس 2006 جعل من الدورة القادمة محلّ نقاش بين شقّ يحيّي ما وصلت إليه الهيئة المديرة الحاليّة من انجازات لفائدة المحامي الشّاب، وشقّ آخر يعيب عليها رتابة العمل ويصل حدّ التشكيك حتّى في مصداقيّة ومشروعيّة وجودها على رأس جمعيّة المحامين الشبّان.
هل حققت الهيئة المديرة الحاليّة انجازات تحسب لها بخصوص النهوض بالمحامي الشاب، أم أنّها انغمست في نشاط علمي وثقافي دون محاولة الغوص في اشكالات مهنيّة أعمق بكثير من مجرّد التنظير ؟ اشكاليّة طرحناها على الأستاذ لطفي العربي رئيس جمعية المحامين الشبّان ودعمناها بسؤال أهل المهنة فجاءت الأقوال بين مستحسن وناقد.
حصيلة سنتين تحت المجهر
ينصّ الفصل الثاني من القانون الأساسي للجمعيّة التونسيّة للمحامين الشبّان على أنّ الأهداف الجوهريّة من بعث هذا الهيكل هي أوّلا دراسة مشاكل المحامين الشبّان وإيجاد الحلول لمشاغلهم وثانيا العمل على تطوير المهنة واحترام قوانينها. ومن هذا المنطلق فقد أكدّ لنا الأستاذ لطفي العربي أنّ هذا الهيكل لم يشهد قطّ في تاريخه انجازات تضاهي كثافتها ما أنجزته الهيئة المديرة الحاليّة من نشاطات رغم قلّة الموارد والدعم والإمكانيّات... وبسؤالنا عن أهمّ هذه الانجازات أجابنا الأستاذ العربي أنّ المدّة النيابيّة الحاليّة اضطلعت بدورها الجوهري في الإحاطة بالمحامين الشبّان من النواحي المهنيّة والعلميّة والثقافيّة والماديّة، كما أنّها لم تتوان عن دعم حضورها على المستويين الوطني والدولي. فبخصوص المحامي المتمرّن شهدت الفترة النيابيّة لأوّل مرّة صدور أمر بتخصيص منحة التربّص للإعداد للحياة المهنيّة. وقد عملت الجمعيّة على توفير الوثائق اللازمة للانتفاع بهذه المنحة واهتمّت بظروف وشروط وعمليّة صرفها. أمّا بخصوص الإشكال الثاني بالنسبة للمحامي المتمرّن المتمثل في البحث عن مكتب للتمرين، فقد تكفّلت الجمعيّة بتوفير دفتر خاص تدوّن فيه عروض المحامين الباحثين عن متمرّنين وتشرف على عمليّة التنسيق بين الطرفين. وعلى مستوى معضلة المحامي الشاب على المستوى الجبائي لعبت جمعيّة المحامين الشبّان دور التحسيس بالإجراءت المتّبعة في هذا السّياق من قبل المتمرّنين الذين لم تتم تسوية وضعيّاتهم عند نهاية فترة التمرين.
مكاسب أخرى
يذهب بعض المحامين الشبّان إلى القول إنّ الطابع التثيقيفي والعلمي قد طغى على نشاط جمعيّة المحامين الشبّان ممّا أضفى عليه ''روتينيّة'' كبيرة في التعاطي مع مشاغل أهل القطاع بل إنّ من المحامين من اتّهم الهيئة المديرة الحاليّة بذرّ الرماد على أعين المحامين الشبّان ومحاولة «شراء ذممهم بحفلات ونشاطات» هي أقرب إلى الاحتفاليّة منها إلى التعمّق في مشاغل هؤلاء الشبّان الذين تعترض حياتهم المهنيّة في بدايتها إشكالات اندماج جوهريّة. هذا الموقف الصارم واجهه الأستاذ لطفي العربي رئيس الجمعيّة بتأكيد كبير على أنّ الهيئة الحاليّة قد قامت بأكثر ممّا هو مطلوب منها بل إنّ الجانب التأطيري والإحاطة العلميّة يدخلان في جوهر مهام الجمعيّة وأهدافها، وما انعقاد المحاضرات والندوات التي تتواتر كلّ ثلاثة أسابيع سوى امتداد لهذه المهمّة التكوينيّة في مختلف فروع القانون. كما يضيف الأستاذ العربي أنّ التقليد الجديد الذي رسّخت معالمه الهيئة الحاليّة هو ربط الصّلة بين أصحاب المهنة وادماج الوافدين الجدد عليها واطّلاعهم على ضوابط الزيّ المهني وأخلاقيّات المهنة وتقاليدها. علاوة على إحداث مجلس لممثّلي الجهات في كافة الولايات بهدف تعميم الإعلام بالقدر الكافي بما يدور من نشاطات.
ملامح المحطّة الانتخابيّة القادمة
يوم السابع من مارس القادم هو موعد الجلسة العامّة واليوم الموالي له هو موعد الانتخاب وبالرجوع إلى ما جاءت به انتخابات عميد المحامين من مفاجآت وبالعودة أيضا إلى ما سمّاه البعض بـ«مهزلة» انتخابات الهيئة الإداريّة، فقد يكتسي هذان الموعدان طابع الفجئية والتنافس بما يجعلهما استثنائيّين. إذ توحي المعطيات الراهنة بأنّ الإقبال سيكون كبيرا وأنّ عدد المترشّحين سيكون وافرا إضافة إلى شبه تأكيد على أنّ خيارا الاستقلاليّة والكلمة الفصل سيكونان في يد المحامي الشاب الذي سبق وأن صنع قدر الهيئة الحاليّة لعمادة المحامين. ولئن كان باب الترشّحات لم يفتح بعد فإنّ الأستاذ خالد الكريشي قد أعلن في وقت مبكّر جدّا نيّة ترشّحه وقدّم لعموم المحامين سيرته الذاتيّة ممّا ينمّ عن إصرار على خوض غمار الدّفاع عن شرف المهنة وتغيير ملامح سنتين سابقتين من العمل في صلب جمعيّة المحامين الشبّان. إلاّ أنّ ما يؤكّده الأستاذ لطفي العربي الرئيس الحالي لجمعيّة المحامين الشبّان هو أنّ العبرة لا تكون بطرح برامج انتخابيّة فضفاضة ووعود كثيفة. فالمهمّ حسب رأيه هو ما تستطيع أن تنجزه على أرض الواقع الهيئة التي سيتمّ انتخابها منذ أوّل يوم تتولّى فيه مسؤوليّة. خلاصة القول إذا أنّ معالم الحملة الانتخابيّة القادمة تتضمّن بوادر تنافس كبير واتّجاهات متشعّبة بالنظر إلى ما يشهد به التاريخ الانتخابي القريب من اشكالات وحرارة قلبت الموازين في صلب هذا القطاع، ولعلّ الأيّام القليلة القادمة ستكون أكبر معبّر عن هذا الاتّجاه الذي تنسج خيوطه فئة جديدة من المحامين الشبّان بدت في كلّ المحطّات ذات تأثير جوهري.
بعض الأرقام والمحطّات
في الأيّام الأخيرة من نشاط الهيئة المديرة الحاليّة لجمعيّة المحامين الشبّان من المقرّر أن يعقد أيّام 1 و 2 و3 فيفري القادم في مدينة الحمامات نشاط حول الطعن بالتعقيب. أمّا عن آخر ما أنجز من نشاط فقد كان حول ''إجراءات الطعن بالاستئناف في الأحكام المدنيّة والإداريّة'' وسبقها قبل ذلك في مدينة صفاقس ورشة تكوينيّة حول إجراءات العقلة العقاريّة. هذه ملامح ما يدور خلال الفترة الأخيرة من نشاط علمي وتثقيفي في جمعيّة المحامين الشبّان ومن جهة أخرى لاحت ملامح التقريرين الأدبي والمالي لعمل هذه الفترة النيابيّة من خلال بعض الانجازات والأرقام و هي كالتالي : - 20 نشاطا موزعا بين محاضرات وندوات وملتقيات وورشات واجتماعات بمعدّل نشاط كلّ 3 أسبابيع.
- زيارات إلى ولايات بنزرت ونابل وصفاقس وسوسة والكاف وباجة وجندوبة والمهديّة والمنستير في إطار دعم النشاط اللامركزي.
- اسناد جائزة لأحسن محاضرة تمرين.
- متابعة القروض المخوّلة للانتصاب للحساب الخاص.
- التدخّل لتسهيل حصول المحامي الشاب على حقّ الأولويّة في اقتناء سيّارات.
- ابرام اتّفاقيّة لأوّل مرّة لفائدة منظوري الجمعيّة حول التأمين على المسؤوليّة المدنيّة.
- ابرام اتّفاقيّة مع البنك التونسي للتأمين وديوان التجارة والخطوط التونسيّة بخصوص تسهيلات لفائدة المحامي الشاب وتنظيم العلاقة بينه وبين هذه الهياكل.
هل ستكون انتخابات المحامين الشبان حامية على غرار ما شهدته بقية الهياكل المهنية ؟
مبروكة خذير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire